U3F1ZWV6ZTE5ODc2NDU4NDM5MjU3X0ZyZWUxMjUzOTc4ODcxNzgzNQ==

مرحلة الإحياء القومي في الأدب العبري

مرحلة الإحياء القومي في الأدب العبري



(مرحلة الإحياء القومى (1881-1948)

اختلفت آراء مؤرخى ونقاد الأدب العبرى حول بداية هذه المرحلة ، فيرى "شأنان" مثلا أن العقد السابع من القرن السابق قد بشر بتحول كبير فى مسيرة الأدب العبرى شكلاً وموضوعا، وقد بنى رأيه هذا على سببين رئيسيين :-

1-شعور دعاة الهسكلاه بالإحباط تجاه معتقدات وآراء حركتهم.
2-ظهور تيار جديد يدعو إلى تبنى فكرة " القومية اليهودية"

بينما تحدد دائرة المعارف العبرية بداية هذه الفترة بنشأة الحركة القومية بين اليهود فى أعقاب أحداث روسيا 1881 ويتفق كل من " هالكين " و " شاكيد"، و "أورتسيون برتنا" مع هذا الرأى، حيث يقول الأخير: " من المتعارف عليه أن بداية ثمانينيات القرن الماضى هى نقطة التحول فى الثقافة اليهودية الحديثة وقد أنهت الرواية " عواصف فى النقب " وحوادث روسيا " 1881 1882" فترة الهسكلاه العبرية وأذنت ببداية عصر جديد لدى يهود أوروبا ".

وعلى أية حال ، فإنه فى الربع الأخير من القرن الماضى رجحت الكفة لدى اليهود لصالح التيار القومى الذى أخذ يتبلور ويشتد عوده تدريجيا فى شرق أوروبا وذلك لعدة عوامل:

1-تعاظم قوة التيار القومى لدى الأمم الأوروبية :

بلغ التيار القومى لدى الأمم الأوروبية ذروة نضجه مع توحيد ألمانيا وثورة شعوب البلقان وسعيها للاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية، ولذا سمى هذا القرن " قرن القوميات "، فالقومية من أهم ما يميز العالم المعاصر إذا عقدنا المقارنة بينه وبين العصور الوسطى . وبذلك أصبح الفكر القومى ظاهرة عمت أوروبا بأسرها. وقد أثرت الحركة القومية الأوروبية على اليهود تأثيرا كبيرا ، كما أثرت عليهم الحركة الإنسانية من قبل . 

وهذا يفند إدعاء اليهود بانفراد شخصيتهم عن الشخصية الإنسانية العالمية فقد راحوا يرددون شعارات هذه القومية مع محاولة التمسك بوحدة الشعب اليهودى فى جميع أنحاء العالم، وأحقيتهم فى العودة إلى ارض الآباء والعمل على ربط ماضيهم بحاضرهم ومستقبلهم والبحث عن خلاص لهم من مخاطر الاندماج والذوبان فى المجتمع الأوروبى.

انتكاس دعوة الهسكلاه:

لقد أصيب الداعون للهسكلاه بخيبة أمل شديدة ، فبعد جهد هانل بذلوه على امتداد مائة عام بغية نشر العلوم غير الدينية بين اليهود أدركوا أن الجيل الجديد قد أهتم بالفعل بتحصيل العلوم الدنيوية، لكن بهدف تحسين أحواله الاقتصادية والتمتع بالمساواة مع الشعوب الأوروبية. 

وبذلك تباعدوا عن شعبهم واندمجوا فى المجتمع الأوروبى وتشبعوا بقيمه وبثقافته واصطبغوا بصبغته ، وباتوا بعيدين عن ذلك النموذج المثالى الذى داعب خيال دعاة الهسكلاه الأوائل واستأثر بأفندتهم. لقد سعى الشباب سعيا حثيثا وراء العلمانية، ولذا كثر بينهم الأطباء والمحامون وغير ذلك، بينما قل رجال الدين وتضاءلوا، لقد تركوا الدين وبالتالى لم يستطيعوا التوفيق بين العلمانية والدين ، ونسوا تقاليد اليهودية، بل إنهم اشتركوا فى حركات انقلابية عامة لا علاقة بينها وبين شعبهم. 

والأكثر من ذلك أن الكتاب اليهود فى العقدين السابع والثامن بحثوا عن مثلهم العليا خارج العالم اليهودى ، بحيث أثار كل ما هو غير يهودى الإعجاب والتقدير والاحترام فى نفوسهم . ولاغرو أن يقتفى التلاميذ أثر اساتذتهم فى هذا المجال.

     لقد كان لهذا كله أكبر الأثر فى تدهور البرنامج الإصلاحى اليهودى فإذا كانت هذه التطورات فى مهدها قد حدثت فى المجتمعات اليهودية فى شرق أوربا وغربها ، إلا أن أثرها قد امتد إلى يهود روسيا وبولندا، حيث راودتهم الأمانى بإجراء بعض الإصلاحات فى الديانة اليهودية على غرار الإصلاحات التى بدأ يهود الغرب فى إجرائها، فباتوا ينظرون إليهم باعتبارهم المثل الأعلى الذى يصعب الوصول إليه . ولا شك أن ذلك كله قد شكل عاملا قويا فى طريق التراجع عن خط الهسكلاه والامتثال لدعاتها.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

اكتب تعليقا إذا كان لديك أي تساؤل عن الموضوع

ميزة شاهد ايضا
الاسمبريد إلكترونيرسالة